كان ع.ح.ع مزارعًا بسيطاً، يبدأ نهاره مبكراً في أرضه التي اعتاد أن يجد فيها رزقه وطمأنينته، لكنّ لحظة واحدة غيّرت كل شيء، حين وطئت قدماه أفعى دون أن ينتبه، لم تلدغه، لكن خوفه الشديد ترك أثراً نفسياً عميقاا لديه.

بدأ المزاع يشعر بمخاوف اثناء عمله في الأرض، زادت هذه المخاوف مع مرور الوقت وبدأت تظهر لديه اعراض فيزيولوجية غير مفسرة كالاحساس بدوخة ، فقدان وعي، وتشنّجات مؤلمة في ذراعيه وساقيه ترافقها حالة غريبة من الغثيان، وتحوّل يومه إلى صراع مع هذه الأعراض التي سلبت منه قوته وثقته بنفسه.

توجّه ع.ح.ع إلى عيادة الصحة النفسية التابعة لمنظمة إحياء الأمل في مركز الحمامة باحثاً عن علاج لحالته، حيث استقبله هناك فريقنا، أجرى له التقييم الشامل، ثم أحاله إلى طبيب مختص ضمن برنامج رأب الفجوة في الصحة النفسية.

بدأ الطبيب بالعمل على تشخيص حالته بشكل دقيق، ومن ثم وضع خطة ملائمة لعلاجه وعودته لعمله وارضة وحياته، فلم تقتصر خطة العلاج على الدواء فقط، بل رحلة شفاء متكاملة وفيها:

جلسات الدعم النفسي والاجتماعي

تقنيات نفسية يلجا اليها عند حدوث النوبات.

تدريبات الاسترخاء والتنفس التي تهدّئ جسده وتُخفّف من قلقه.

أنشطة بدنية بسيطة تُعيد له حيويته.

إعادة تنشيط علاقاته الاجتماعية التي كان قد فقدها.

بناء ثقته بنفسه والتدرّب على مواجهة الأفكار المزعجة بدلاً من الاستسلام لها.

مع مرور الوقت والتقيد بخطة العلاج بدأت النوبات تنخفض، وبدأ ع.ح.ع يشعر أنه أقوى من خوفه، فاليوم عاد إلى حقله بروح مليئة بالأمل وأكثر طمأنينة، مدركاً أنّ هذه التجربة لم تُنهه، بل جعلته أكثر صلابة وإيماناً بأن الأمل دائماً موجود

Leave a Comment