HRO

  • hro
  • مايو 26, 2025

انتهت حقبة مؤلمة في سوريا بعد أن استمرت قرابة 14 عاماً من القصف والتهجير، خلفت آلاف الضحايا والمفقودين والمصابين، انتهت.. لكن آثارها مازالت قائمة للآن مع ذكرياتها المؤلمة ومشاهدها الفظيعة التي تحتاج للكثير من العمل لتخفيف وقعها في أذهان وصحة العديد ممن فقد جزء من حياته معها.

فمع بداية القصف والأحداث المأساوية التي عصفت بسوريا منذ عام 2011، دمرت المباني وسقط العديد من الضحايا واضطر العديد من الناس للنزوح وترك منازلهم، ومنهم الشاب ع.ق والذي اضطر للنزوح من مسكنه الأصلي إلى قرية الحمامة، لتبدأ معاناته التي تجسد حال الملايين من سكان سوريا، فلم يفقد بيته وأصدقائه ووطنه فحسب بل فقد أيضاً عمله الذي كان المصدر الوحيد لإعالة أسرته، ومع مرور الوقت في بيئة جديدة، بدأ يشعر بالانعزال عن المحيط الاجتماعي وتلاشى تواصله مع الناس من حوله.

مع اشتداد القصف على المنطقة، تفاقمت حالته النفسية لتتحول إلى كابوس يومي؛ حيث بدأت تظهر عليه أعراض ضيق نفسي شديد ترافقت مع هلاوس سمعية وبصرية، وشعور دائم بالشك والعصبية لأي سبب كان وضاقت به الدنيا ويأس من الحياة وفقد الأمل بعودته لحياة كريمة وآمنة، إلى أن وصل إليه عمل فريق الصحة النفسية لمنظمة إحياء الأمل.

قام الفريق بعمل تقييم شامل يشمل الجانب البيولوجي والنفسي والاجتماعي، مما أسهم في إحالة ع.ق د إلى طبيب متخصص في رأب فجوة الصحة النفسية في منظمة إحياء الأمل، حيث قام الطبيب بتشخيص الحالة ووصف الدواء اللازم للسيطرة على الأعراض المزعجة، ولكن الدعم لم يتوقف عند الدواء؛ فقد وضع الطبيب خطة تعافي شاملة بالتنسيق مع المنتفع، تهدف لإعادة بناء ثقته بنفسه وتحسين حالته النفسية والجسدية.
تضمنت خطة التعافي جلسات دعم نفسي اجتماعي تضمنت:
• تدريب ع.ق د على تقنيات الاسترخاء والتنفس، والتي ساعدته على تهدئة جسده وعقله.
• تنشيط شبكته الاجتماعية لاستعادة الروابط التي كان يفتقدها.
• تفعيل الأنشطة البدنية لتعزيز صحته الجسدية.
• تدريب على تنظيم الأفكار بصورة صحيحة وتعلم كيفية التعامل مع الأفكار المزعجة.
• تقنيات التأريض الجسدي والذهني لتعزيز استقراره.
• برامج لتعزيز ثقته بنفسه والإيمان بإمكانياته.

بفضل هذا النهج المتكامل الذي جمع بين العناية الطبية والدعم النفسي والاجتماعي، تمكن ع.ق د من تجاوز تلك الأزمة الصعبة واستعاد شعوره بالأمل، وكان صبره وإصراره مع متابعة الطبيب وفريق الصحة النفسية العامل الأساسي في تحقيق تعافيه، إضافة إلى العمل الجماعي والتفاني في تقديم الدعم بشتى أشكاله، بالإضافة إلى قوة إرادته التي مكنته من عدم الاستسلام رغم كل الصعاب.

اليوم، ع.ق يمر برحلة تحول استثنائية، حيث بات يعيش حياة متجددة بثقة وإصرار، مستلهماً من الجلسات التي تلقاها والدعم المتواصل الذي قدمه فريق منظمة إحياء الأمل، لتكون قصة نجاحه مثالاً حياً على كيفية تحويل المحن والضيق إلى فرص للنهوض بالحياة والفرج، وأن الصبر مفتاح الفرج.

Leave a Comment