المدونةالمركز الإعلاميقصص النجاح

الحاجّة صفية والعيادات المتنقلة.. كانت السند وإحياءٌ للأمل

يرتسم على وجهها تجاعيد الحياة المريرة، بعيداً عن ديارها في مخيمات بدائية لا تقي من البرد، ويغرق الكثير منها بشكل متكرر في الوحل والطين، غالباً ما تكون الطرقات موحلة وصعبة التنقل للكبار بالسن، ما يشل حركتهم ويثنيهم عن القيام بالكثير من الأمور لا سيما فيما يتعلق بحالتهم الصحية والتنقل بين خيامهم والمراكز الصحية.

هكذا كان حال الخالة صفية عندما التقينا بها أمرة مرة في إحدى المخيمات بمحيط مدينة أعزاز شمال حلب، والخالة صفية، امرأة كبيرة في السن، تبلغ من العمر 57 عاماً وهي مهجّرة من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، بعد أن ضاقت بها الدنيا بدون سند أو معين.

“تهجرت مع أسرتي من الغوطة أواخر عام 2018، وانتقلت للإقامة ضمن مخيم في مدينة اعزاز، أسكن حالياً مع اختي وبناتي الثلاث في بيت صغير عبارة عن غرفتين صغيرتين ضمن مخيم المحبة. كان زوجي يحمل هم العائلة والبيت على أكتافه، لكنه توفي من خمس سنوات، وحالياً وضعنا المعيشي صعب للغاية، ولم يعد لدينا أي معيل سوى الله”.

بهذه الكلمات عبرت الخالة عن حالتها بعد سنوات من المعاناة، وأكملت: ” أنا مريضة بالداء السكري، وأعاني في كثير من الأحيان من الدخول في غيبوبة، وليس لدي القدرة للذهاب إلى الطبيب أو لشراء الادوية، ولم يزورنا للآن أي من المنظمات التي تقدم الخدمات الطبية بشكل مجاني”.

لاحظ فريق التوعية ضمن مشروع العيادات الصحة المتنقلة حالة الخالة صفية ضمن إحدى جولاته على المخيمات في مدينة أعزاز، حيث قدم الفريق جلسة توعية حول داء السكري الذي كانت تعاني منه، ومن ثم الاطلاع على وضعها الصحي بشكل خاص والنقاش معها عن أحوالها والمصاعب التي تواجهها.

بعد التقييم الأولي لحالة الخالة صفية، قرر الفريق زيارتها في مكان إقامتها ضمن الخيمة، للاطلاع عن كثب على وضعها الصحي والمعيشي، حيث قام طبيب مختص بمعاينتها وأشار إلى الممرضين بضرورة نقلها إلى المشفى لمتابعة حالتها الصحية بدقة وإعطائها العلاج اللازم.

تكفل فريق منظمة إحياء الأمل، بنقل السيدة صفية إلى مشفى اعزاز الوطني عبر سيارة العيادة المتنقلة، ومرافقتها أثناء معاينتها وخلال إجراء التحاليل الطبية اللازمة، ثم أعادتها إلى منزلها بعد أن استلمت الأدوية التي وصفها الطبيب لها، كما يستمر فريق العيادات المتنقلة بمتابعة حالتها بشكل يومي عبر التواصل معها هاتفياً و من خلال زيارتها بشكل دوري لمكان إقامتها ضمن المخيم.

اليوم الخالة صفية بحالة جيدة، وضعها الصحي مستقر وحالتها النفسية تحسنت، فهي اليوم تجد من تستند إليه ويتابع حالها، حيث ختمت كلامها بالقول:”بتمنالكم التوفيق الدائم والاستمرارية وان شاء الله بتضلوا توصلوا للناس المنسية والي وضعها صفر متل حالنا” تعبيراً عن ما وصلت إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق