“يُحرَم المفقودون قسرياً من مكان لهم بين الأحياء ويُحرمون أيضاً من مكان لهم بين الموتى”
مُقتبس من كتاب “شفاء الموتى للتأثير على الأحياء: نبش القبور وإعادة الدفن في زيمبابوي”،
أدناه تجدون رابط لحلقة تلفزيونية شارك فيها الأستاذ صلاح الدين لكه من منظمة إحياء الأمل مع تلفزيون #سوريا للحديث عن #الأثار_النفسية الاجتماعية للاختفاء القسري بمناسبة اليوم العالمي لهذه القضية.
وأيضا تجدون معلومات متعلقة بالموضوع للاستزادة والاستفادة.
عن #الاختفاء_القسري.
“تُشير التقديرات إلى أن نحو 1.2 مليون مواطن سوري قد مرَّ بتجربة #الاعتقال في مرحلة ما، منذ آذار 2011، وتحول خلال هذه الحقبة ما يقدر بـ 111907 ” مئة واحد عشر الفا وتسعمئة وسبعة ” شخصا إلى #مختفين_قسرياً، وبحسبة بسيطة اذا ضربنا عدد المختفين 112 ألف مختف قسريا تقريبا، بمتوسط الاسرة السورية 5 افراد ، الناتج هو حوالي 600 ألف إنسان سوري على الأقل.
الاختفاء القسري يحدث عند: ‘‘القبض على الأشخاص واحتجازهم أو اختطافهم رغما عنهم أو حرمانهم من حريتهم على أي نحو آخر على أيدي موظفين من مختلف فروع الحكومة أو مستوياتها أو على أيدي مجموعة منظمة، أو أفراد عاديين يعملون باسم الحكومة أو بدعم منها، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، أو برضاها أو بقبولها، ثم رفض الكشف عن مصير الأشخاص المعنيين أو عن أماكن وجودهم أو رفض الاعتراف بحرمانهم من حريتهم، مما يجرد هؤلاء الأشخاص من حماية القانون.
يكثر استخدام الاختفاء القسري أسلوبا استراتيجيا لبث الرعب داخل المجتمع. فالشعور بغياب الأمن الذي يتولد عن هذه الممارسة لا يقتصر على أقارب المختفي، بل كذلك يصيب مجموعاتهم السكانية المحلية ومجتمعهم ككل.
ما هو #الفقدان_الغامض ؟ نوع من الفقدان أو الخسارة، التي تحدث بأحد حالتين :
الأول هو الغياب الجسدي مع الحضور النفسي. وهو ما سيتم التركيز عنه في الاسطر القادمة وفي المقابلة،
ويحصل عندما يكون أحد المقربين مفقود جسديًا – ضائع ، مخطوف ، مختفي ، لكنه ظل حاضرًا نفسياً لأنه قد يعاود الظهور. يمكن أن تكون الأمثلة كارثية (على سبيل المثال ، الاعتقال ،الضياع في البحر مع عدم العثور على الجثة لدفنها) أو (الطلاق ، الهجرة ، التهجير).
النوع الثاني من الفقدان الغامض هو الحضور الجسدي مع الغياب النفسي.
الشخص المحبوب موجود جسديًا ، لكنه مفقود نفسياً. ومن الأمثلة الكارثية مرض الزهايمر وغيره من الأمراض التي تؤدي إلى الخرف، وإصابات الدماغ الناتجة عن الحوادث، والسكتة الدماغية والغيبوبة والاضطرابات النفسية المزمنة والاكتئاب والتوحد والإدمان.
#المتأثرون_بممارسات_الاختفاء_القسري:
الضحايا أنفسهم ،ويتأثر أفراد أسرهم، الذين يجهلون مصير أحبابهم، وتتأرجح عواطفهم بين الأمل واليأس، فيترقبون في حيرة، طيلة سنوات أحياناً، وصول أخبار قد لا تأتي أبدا.
تأثيره على المجتمعات
تتأثر المجتمعات تأثيراً مباشراً من جراء اختفاء المعيل الوحيد للأسرة، بالإضافة إلى تأثرها من تدهور الوضع المالي للأسر وتهميشهم اجتماعياً.
وكثيراً ما استُخدم الاختفاء القسري كاستراتيجية لبث الرعب داخل المجتمع. فالشعور بانعدام الأمن الذي يتولد عن هذه الممارسة لا يقتصر على أقارب المختفي، بل يصيب أيضا مجموعاتهم السكانية المحلية ومجتمعهم ككل.
المتأثرون بممارسات الاختفاء القسري بشكل أساسي :
أقارب الضحايا وأصدقائهم
وتعاني أسر المختفين كما يعاني أصدقاؤهم من ضيق نفسي بطيء، لعدم علمهم إذا كان الشخص الضحية لا يزال على قيد الحياة، وإذا كان الأمر كذلك، فأين يحتجز، وما هي ظروف احتجازه، وما هي حالته الصحية. كما أنهم يدركون أنهم مهددون هم كذلك، وأنهم قد يلقون المصير نفسه، وأن البحث عن الحقيقة قد يعرضهم لمزيد من الأخطار.
وكثيراً ما تزداد محنة الأسرة من جراء العواقب المادية للاختفاء القسري. ذلك أن الشخص المختفي غالباً ما يكون هو العائل الرئيسي للأسرة. وقد يكون هو الفرد الوحيد في الأسرة الذي يستطيع زراعة الأرض أو إدارة المشروع التجاري للأسرة. وهكذا يتفاقم الاضطراب العاطفي باقترانه بالحرمان المادي الذي تشتد حدته في الأسرة نتيجة التكاليف الإضافية التي تتكبدها إذا قررت البحث عن الشخص المختفي.
وعلاوة على ذلك، فإن الأسرة لا تعلم إن كان محبوبها سيعود يوما، ولذلك فيمن الصعب عليها التكيف مع الوضع الجديد. وتتحمل النساء والأطفال في أغلب الأحيان وطأة الصعوبات الاقتصادية الخطيرة التي عادة ما تصاحب حالات الاختفاء.
#مسار_الحزن_والمعاناة للأهالي ما بعد الفقدان الغامض:
في البداية ، مباشرة بعد الاختفاء ، يظهر تعاطف اجتماعي كبير. ومع ذلك ، لا يُنصح بالبدء بطقوس الحزن.
هناك ضغط للحفاظ على الأمل وعدم التصرف كما لو أن الشخص قد مات من خلال الانخراط في طقوس الحزن .
في الأشهر الأولى بعد الاختفاء ، يتم دعم الأسر من قبل أفراد المجتمع ، والعشيرة ، والأسرة الممتدة يكونون متعاطفين. ومع ذلك ، يركز الدعم غالبًا على تقليل القلق والوعود والامل. قد يقول الناس أنه لا يزال بإمكان الطفل/البالغ المفقود العودة، ولا يتم التركيز هنا على حزن الأهالي. يقوم الأقارب والجيران بنصح الوالدين بعدم #الحداد علنا لأن الوفاة لم يتم تأكيدها بعد .
مع مرور الوقت ، يبدأ التعاطف في التراجع. التعب من التعاطف يؤدي إلى اللامبالاة، يملّ الناس من انشغال الفرد بالشخص الذي اختفى، ويتناقص التعاطف، وتزداد اللامبالاة في ردود الفعل الاجتماعية . مع الحزن “الطبيعي” أو المتوقع ، يتوقع المجتمع أن يتعافى الأفراد في النهاية من الخسارة والحزن أو أن “يتغلبوا على ذلك”. لكن في حالة الفقدان الغامض ، لا توجد آلية محددة للشخص ليتجاوز حزنه .
ويسمى الحزن ما بعد الفقدان الغامض ب #الحزن_المحروم_من_حقه .
#الحزن_المحروم هو حزن غير معترف به من قِبل المجتمع ولا يمكن إعلان الحداد عليه والتعبير عنه علانية والتأكيد عليه اجتماعيًا. إن حرمان الحزن من طقوسه وكيف يتم ذلك يختلف بين ثقافة وأخرى ، ولكنه يتلقى عموما استجابة اجتماعية تبدأ بالدعم الاجتماعي الكامل في وقت الخسارة الأولي ، ومع مرور الوقت يقل التعاطف ، وتبدأ عزلة الفرد الحزين، وربما يمرون بمضايقات، ووصم بالعار وحتى العداء .
كيف يمكن #التعامل_مع_الفقدان_الغامض ؟
الفقدان الغامض هو اضطراب في العلاقات، يحدث الفصل نتيجة لنوع من الظروف المفروضة مثل الحرب أو العنف المنظم أو الإبادة الجماعية أو الاضطهاد السياسي أو تهميش السكان .
تقترح نظرية بولين بوس أن هذا النوع الغريب من الفقد هو الفقدان الأكثر إرهاقًا وصدمة لأنه لا يوجد تحقق ولا اكتمال للحداد ولا طقوس للدعم ، وبالتالي لا يوجد تلاشي للحزن (بوس 1999).
رجال الدين والمتدينون “المؤمنون” في وضع يسمح لهم بأن يشهدوا على هذا الفقد وأن يوفروا الدعم والراحة والبحث عن المعنى والغايات الأكبر التي نعيش لأجلها.
أيضاً الشخصيات المرجعية وكبار السن ، والمعلمون ، والحكماء والقيادات كلهم يمكن أن يلعبوا دورا مهما في دعم أهالي المختفين قسراً
وبسبب علاقات الثقة القائمة بينهم وبين الناس، فهم مصادر إحالة رئيسية أو قد يقدموا المشورة للفاقدين بأنفسهم إذا تم تدريبهم واعتمادهم.
المصادر للاستزادة في التعليقات.
تم إعداده بمناسبة #اليوم_العالمي_لضحايا_الاختفاء_القسري .
