
Hope Revivel
- أكتوبر 2, 2025
كبار السن.. قيادة وخبرة تصنع التغيير
يحتفل العالم اليوم، الأول من تشرين الأول/أكتوبر، باليوم الدولي لكبار السن تحت شعار: “كبار السن يقودون العمل المحلي والعالمي: تطلعاتنا، رفاهنا، وحقوقنا”، ليؤكد على أن كبار السن ليسوا عبئاً على المجتمع، بل قادة فاعلون يمتلكون خبرة وحكمة، ويشاركون في صنع التغيير على المستويين المحلي والعالمي.
وتؤكد منظمات الأمم المتحدة أن كبار السن يجب أن يكونوا شركاء أساسيون في معظم مجالات الحياة، وأن تُسمع أصواتهم بوضوح لإنهاء التمييز القائم على العمر وبناء مجتمعات شاملة للجميع، فعدد من تجاوزوا 60 عاماً تضاعف ليصل إلى أكثر من 1.2 مليار شخص هذا العام، ما يجعل الاهتمام بكبار السن قضية ملحّة ترتبط بالصحة العامة، العدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة.
كما يواجه كبار السن حول العالم تحديات متعددة، من أمراض مزمنة، وضعف الوصول إلى الخدمات الصحية، وقلة الدخل، إلى الوحدة والعزلة، ويزداد الوضع سوءاً في سوريا، فالحرب التي استمرت لأعوام متعددة والأزمات الاقتصادية أدت إلى نقص حاد في الدواء والخدمات الطبية، وارتفاع أسعار المستلزمات الأساسية والغذاء، ما ضاعف خطر سوء التغذية بين كبار السن.
في سوريا يعاني الكثير من المسنين أيضاً من عزلة قاتلة والوحدة بسبب فقدان الأسرة أو منازلهم التي دمرت نتيجة قصف النظام السابق لها، بينما يظل ضعف الحماية الاجتماعية يجعلهم أكثر عرضة للفقر والحرمان.
رغم كل هذه الظروف الصعبة، يظل كبار السن قوة لا غنى عنها، فهم الأب والأم الحنون، الجد والجدة، والتاريخ الأصيل، يربّون، ويعلّمون، وينقلون خبراتهم للأجيال الجديدة، ويساهمون في صمود المجتمع، وتنشئة الأجيال بطريقة صحيحة وخبرات طويلة مع الحياة.
ولأن فضلهم كبير، تسعى منظمة إحياء الأمل من خلال مشاريعها التي تركز على كبار السن في سوريا، لتقديم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والطبي للمسنين الأكثر هشاشة، وتنفيذ حملات إنسانية لتوزيع الغذاء والدواء والمواد الإغاثية، وتنظيم جلسات توعية وأنشطة مجتمعية تزيل العزلة وتعزز ثقة المسنين وحضورهم، وكذلك إطلاق حملات توعوية وإنسانية مثل حملة “كن عوناً لهم” لتشجيع المجتمع على التبرع والمساندة.
ورغم كل التحديات المرتبطة بالوضع الأمني والاقتصادي، استطاعت فرق إحياء الأمل صناعة الفرق لدى بعض الحالات، من زيارات ميدانية و توثيق قصص نجاح مؤثرة، وإنتاج مواد إعلامية توعوية، وتقديم خدمات مباشرة لآلاف المستفيدين من كبار السن في سوريا.
كما تخطط إحياء الأمل بالتعاون مع شركائها على متابعة انشطتها وتوسيع نطاق خدمات الرعاية، كذلك إطلاق برامج متخصصة، وتوظيف خبرات المتطوعين لدعم المسنين بطرق مبتكرة ومستدامة، لضمان حياة كريمة لهم .
اليوم العالمي لكبار السن ليس مجرد مناسبة رمزية، بل فرصة للتفكير في كيفية ضمان كرامتهم وحقوقهم ورعايتهم بما يليق بما قدّموا، يمكن للجميع في هذا اليوم أن يكونوا شركاء في دعم كبار السن: بالتبرع، بالتطوع، بالكلمة الطيبة، أو حتى بمشاركة رسالة توعية قد تغيّر حياة إنسان.