محمد .. قصة نجاح وأمل متجدد
“ابني محمد يعاني من التلاسيميا، ومع مرضه كنا أنا ووالده ندلله ونهتم به بشكل خاص عن إخوته، مما ساهم في ظهور بعض السلوكيات السلبية لديه، مثل الصراخ عند رفض طلباته، والانطواء والعزلة، ورفض الخروج من المنزل”، بهذه الكلمات بدأت “أم محمد” حديثها أثناء زيارتها لنا مع ابنها في عيادة الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في بلدة قاح شمال سوريا.
بعد إجراء التقييم النفسي البيولوجي لمحمد، اتضح أنه يعاني من تحديات سلوكية، منها العصبية، والصراخ عند عدم تلبية رغباته، والإفراط في استخدام الهاتف المحمول، إضافة إلى انعزاله عن أقرانه بسبب الخوف الشديد عليه. استجاب فريقنا لوضع خطة علاجية بالتعاون مع “أم محمد”، تضمنت تقنيات متعددة مثل الإطفاء، التعزيز، والنمذجة، بالإضافة إلى أنشطة أخرى، مثل تجاهل السلوكيات السلبية التي يظهرها محمد، مع تنظيم جلسات متابعة وزيارات دورية لأم محمد وطفلها.
بدعم من “أم محمد” وحرصها على الالتزام بالإرشادات العلاجية، تمكن محمد من تحقيق تحسن ملحوظ بنسبة 90٪ في سلوكياته خلال فترة لم تتجاوز ثلاثة أشهر. الآن، أصبح محمد طفلاً مختلفاً؛ يذهب إلى المدرسة ويشارك في الأنشطة، يلعب مع أقرانه في الحي، ويتفاعل مع إخوته بروح جديدة، ليبدأ رحلته نحو الطموح والأمل.