عودة للأمل.. مع استجابة فرقنا للمتضررين من الفيضان
بعيون ملؤها الحزن، تحمل تحت طياتها ألم الحاضر ومرارة التفكير بمستقبل مجهول، نظرت إلينا الحاجة سميحة وهي جالسة أمام خيمها بصحبة الحاج نعسان، اللذان يقطنان بعيداً عن ديارهما في خيم شبه تالفة لا تقي من البرد، ويغرق الكثير منها بشكل متكرر جراء الأمطار والفيضانات، في بلدة الزوف بريف جسر الشغور غرب إدلب.
والخالة سميحة امرأة كبيرة بالسن تبلغ من العمر 70 عاماً تقطن مع زوجها الحاج نعسان والذي يبلغ من العمر 85 عاماً وهما مهجران من منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، حيث تعاني الحجة سميحة من مرض السكري ومشكلة القدم السكرية وقد بترت أحد اصابع قدميها بسبب سوء حالتها، كما يعاني الحاج نعسان من إعاقة في يده اليسرى ، كما أن ظروف الحياة المريرة أجبرهما على الانتقال والإقامة ضمن مخيم في قرية الزوف بعيداً عن أولادهما
التقينا بالخالة سميحة والحاج نعسان أول مرة خلال مرحلة التحقق في مشروع الاستجابة للفيضان في إحدى المخيمات التابعة لقرية الزوف، حيث يصعب عيش كبار بالسن، لا سيما من ذوي الأمراض المزمنة اللذين بحاجة لرعاية خاصة ومتابعة مستمرة.
تبادلنا معهم أطراف الحديث، وتكلمت الخالة سميحة عن وضعها قائلة: ” أنا مريضة بالداء السكري، وقد بترت اصبع قدمي بسبب مرضي المزمن ، وليس لدي القدرة للذهاب إلى الطبيب أو لشراء الادوية ، وعمليتي بحاجة الى متابعة ومراقبة مستمرين”.
أما الحاج نعسان فقد وصف لنا وضع الخيام خلال فصل الشتاء: ( وضع الخيام صعب جدا”، عندما تهطل الأمطار يغرق المخيم بالمياه كل أشيائنا تتبلل، مما يزيد وضعنا الصحي سوءا نحن بحاجة لشوادر، ومواد تدفئة واغطية، ولم يزورنا للآن أي من المنظمات التي تقدم هذه الخدمات بشكل مجاني.)
تابعت فرقنا الميدانية حالتهم عن كثب، من خلال زيارات وجلسات متكررة، ومن ثم إجراء تقييم أولي خلال مرحلة التحقق، قام خلالها الفريق بتسجيل الاحتياجات الازمة للحاج نعسان وزوجته، إضافة لجميع المتضررين *في المخيمات المستهدفة مع إعطاء الأولوية لكبار السن*، بهدف رصد احتياجاتهم الأولية والعمل على توفير ما أمكن منها.
انطلقت فرقنا في منظمة إحياء الأمل *بالتنسيق* مع منظمة Help Age International لتلبية الاحتياج والتخفيف من معاناة الأهالي قدر المستطاع، حيث بدأت بتوزيع مواد التدفئة، الشوادر والعوازل والأغطية الشتوية، كما تم تقديم جلسات *الإسعاف* النفسي الأولي، وإحالة المتضررين للخدمات التي بحاجة إليها، إضافة لتقديم المواد الغير الغذائية، وترميم الخيام المتضررة من الفيضان.
خدمات وأنشطة متعددة نفذتها فرقنا بالتعاون مع Help Age International صنعت الفرق لدى الكثير من الأسر والعائلات المتضررة من الفيضانات وغيرها، فاليوم وضع *الخالة* سميحة وزوجها أفضل مما كانوا عليه سابقاً فقد تم تلبية حاجاتهم الأساسية والملحّة، حتى أن حالتهم النفسية أفضل بكثير كما حال الكثير من الأسر، اللذين وجدوا من يقف بجانبهم ويساندهم بأمور حياتهم.
ويهدف مشروع الاستجابة للمتضررين من الفيضان بريف جسر الشغور، إلى تخفيف معاناة السكان الأكثر ضعفاً، والاستجابة لهم، لمنع تدهور حالتهم الصحية “جسدياً ونفسياً” وتهيئة الظروف الجيدة وتعزيز تواصلهم بمحيطهم.